(خلافة المتّقي لله)
ونفذت الكتب إلى بجكم [1] وهو يومئذ بالواسط [2] بتعرفة [3] موت الراضي، واستيذانه فيمن يبايع له بالخلافة، فأنفذ بجكم كاتبه أحمد بن علي الكوفي لينظر من يقع اختيار الجماعة عليه فيبايع له، فورد إلى بغداد فجمع الوزراء والقضاة ووجوه أهل المملكة، وشاورهم فيمن يبايع له بالخلافة،
[مبايعة المتّقي لله بالخلافة]
فوقع اختيار الجمع على أخي الراضي [أبي إسحاق] [4] إبراهيم المقتدر [5] وبويع له يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلثمائة، ولقّب بالمتّقي بالله [6].
[إقرار سليمان بن الحسن بن مخلد في الوزارة]
[وأقرّ [7] أبا القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد على الوزارة [8].
...
[الغلاء العظيم بمصر]
وحدث بمصر غلاء عظيم في هذه السنة، وعزّ القمح وسائر الحبوب وعدم البتّة، ولحق الناس [من الجوع] [9] شدّة شديدة، وتبعه وباء عظيم، ولم يزل الغلاء إلى أن دخلت الغلّة الجديدة، وحدث أيضا ببغداد مثل ذلك، وأكل بها الناس النخالة والحشيش، وكثر الموت فصار يدفن جماعة في قبر واحد بغير صلاة ولا غسل، ورخص العقار والقماش ببغداد، حتّى صار يباع [1] في الأصل، وطبعة المشرق 97 «بحكم» بالحاء المهملة. وفي (ب) «يحكم». [2] كذا. [3] في الأصل وطبعة المشرق 97 «بتعرفه» والتصويب من (ب). [4] ما بين الحاصرتين من (ب)، وفي نسخة بترو «ابن اسحاق ابراهيم» وكذا في الأصل وطبعة المشرق 97. [5] العبارة «أبي اسحاق إبراهيم المقتدر» ليست في (س). [6] في الأصل «المتقي لله» والتصويب من (ب). [7] من هنا حتى قوله «وطردوهم» (15) سطرا ليست في (س). [8] أنظر: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 95، وتجارب الأمم 2/ 2 و 3، والفخري 284، والتنبيه والإشراف للمسعودي 344، والكامل في التاريخ 8/ 369، وخلاصة الذهب المسبوك 255. [9] زيادة من (ب) وبترو.